زويل ...هكذا يتكلم العلماء

زويل هكذا يتكلم العلماء

بالأمس سهرت مع دكتور زويل استمع واستمتع بحديثه فحين يتحدث العلماء يلف  الجو غلاف من الثقة والتفاؤل والطمأنينة
فالحوار يتسم بالعقلانية بعيدا كل البعد عن التشنج والاضطراب
يعرف ماهو حقيقي وما هو زائف
يعرف قدرة الحقيقي علي دحض الزائف
يعرف قوانين انتصار الحق وسنن الانتصار
هكذا يتكلم العلماء
لم يعكر صفو ليلة أمس إلا تعليقات وأسئلة الجلاد الذي كان يحاول بجلد أن يخرج زويل من حالته الذهنية الرائعة إلي حالة من التشنج
ولكن زويل نجح في إخراج الجلاد من حالة التشنج إلي حالة العقلانية
وليس غريبا علي رجل مثل زويل حديث كهذا فلقد وجدت كل العلماء تقريبا حين يتحدثون عن مصر وعن واقعها وعن مستقبلها لهم نفس الرؤية كما ان لهم نفس النبرة الهادئة المتفائلة العلمية العملية
نقطة  أريد لفت النظر إليها
متي عرف الناس والقنوات الفضائية أحمد زويل ؟
متي عرف الجلاد وغيره من الإعلاميين أحمد زويل ؟
بعدما أخذ نوبل فعرفه الجميع
ولكن متي عرفت انا زويل وكيف عرفته
فلقد عرفت زويل قبل نوبل بأمد عرفته كما عرفه غيري أيضا منذ زمن طويل قبل أن تعرفه أراجوزات الإعلام أتدرون كيف عرفته ؟
عرفته من إذاعة القرآن الكريم  التي استضافته وعملت معه حوارات قبل أن يعرفه الإعلام بزمن وكذلك دكتور زغلول النجار وغيره كان أول ظهور لهم وحديث لهم في إذاعة القرآن الكريم هذا ما أذكره مع قدمه إن لم تكن قد خانتني الذاكرة


هذا هو شأن الدين مع العلم يحتفي به ويوقره ويحث عليه ويعلي من شأن العلماء فلقد كانت أول آية نزلت من كتاب الله هي " إقرأ.." أول أمر آلهي للأمة المسلمة هي إقرأ


نقطة أخري هي مسألة الترشح للرئاسة
زويل أكبر من الرئاسة وليس هذا خاصا بزويل بل هو شأن العلم
فالرئاسة تعني السياسة وتعني أشياء كثيرة لا يصلح أن يمارسها العلماء
فمتي ما اشتغل أحد بالسياسة انطفأ نور العلم وهذه حقيقة تاريخية وفي كل العلوم
ومن أوتي علما مثل زويل أحري به وأولي أن يجلس يعلم الناس وينفعهم
ويخرج من بينهم علماء كثر يغيرون الواقع ويديرون دفة الحياة
فالعلم صعب المنال يحتاج إلي الجهد الكبير والوقت الطويل والفطنة والذكاء والألمعية فلا يصح لمن حصله أن يدخل في منافسات السياسة بألاعيبها وقذارتها فنحن ننزه أهل العلم جميعا عن ذلك
ولكن هل يعني هذا أن زويل منقوص القدر قليل الأهمية طالما لا يترشح للرئاسة
لا والله فشأنه أعظم بكثير من عشرات الرؤساء الذين ترأسوا وأفسدوا وها هم اليوم بين مخلوع ومطرود ومقتول
ولكن حين نقول بأن زويل لن يترشح للرئاسة علينا أن نذكر الجميع بأنه يجب أن يكون مستشارا للرئيس فخير بطانة للرئيس هم العلماء وليس أصحاب الأهواء والدجالين
فلما لا نصنع مجلس حكماء يكونون بطانة للرئيس وهذا المجلس لا يدخل في تعيينه الرئيس نفسه بل توجد هيئة تفرز النخب الحقيقية وتجعلها البطانة العلمية والثقافية والفكرية للرئيس سواء كان الرئيس إسلامي أو غيره هي نخبة لا تُنتخب لها قدرها الذي يقره المجتمع جميعا وعلي الرئيس أن ينصت لهم ليس لهم الاعتزال وليس له أن يعفيهم من تلك المسؤولية
اللهم أسعد ووفق كل من حمل في قلبه الخير لمصر وللعالم أجمع اللهم آمين

0 Response to "زويل ...هكذا يتكلم العلماء"

powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme | Blogger Templates | Best Credit Cards